وَيَضْربُ أللهُ الامْثَالَ للنَاس لَعَلَهُمْ يَتَذَكَرُونَ .
" صَدَقَ أللهُ ألعَظيمُ " .
و للمَثَلِ دَورُ أيْضاً ..
في ظل عَصرالمَكْنَنَةَ , وألثقافات ألمُبتذَلة , وألمفاهيم ألمستوردة , وفي خضم ألغزْوألغاشم لمجتمعاتنا بكُل مُكوناتها" ألجغرافية , والاجتماعيةوالثقافية , والحياتية اليومية "نجدُ أننا في أمس الحاجة الى نبْش ألذاكَرة , وألتمَسُك بثقافتنا ألشعْبية ألتي لخصَتْ أحداثَوتجاربَ قرونٍ خَلتْ , مُكونة مَوروثاً حَضارياً " بمَثَلٍ " يَجْري على ألْسنَةألناس بِبِضْع كَلمات, تَتَعمْلقُ حصناً , يقيناشَر الانزلاقِ في هاوية تفريغ ألشُعوب منْ كُل ماضٍ ولأنَنا نتوقُ الى طُرفْة تُروحُ عَنا , الى حكْمةٍ تُنيرُ بصائرَنا , الى مَحَطة تُعيدُ أحترامَنا لمفاهيمنا , وعاداتنا , وتقاليدنا , لذاأرتأيت أخواني / أخواتي الاعضاء ألاعزاء كافه , أن أتحدث بأيجاز شديد عنالامثال ودورها بحياتنا الثقافية والاجتماعية ، ألأمثالُ تجربة أمة وخبراتُ حياة شعب , تصف كثيراً منالحياة , بآمالها وآلامها , وظواهرها ألنفسية ذات ألابعاد ألعميقة ألغَور والجذور في واقع ألانسان والمجتمع , وبخاصة حين يسمُو ألَمثَلُعن كونه " جملة ً تجريدية ً مُختصرةً " الى كونه" طَريقةَ تعبير " نابعة من فكرة ووجدان وأحساس , تخْلٌقُها تجربة واقعيةأو مجموعة تجارب , وبذلك يكون " ألمثلُ وألامثالُ مظهراً أجتماعياً ونفسياً وأخلاقياً من مظاهر حياة ألانسان , حيثيختلفُ عن " الحكمة ألتصويرية " , مع ما بينهُما منعلاقة متينة .
يمتازُ " ألمثلُ " بخصائص فنية لاتجتمع في غيره من ألكلام [ كما قال
علماؤنا الاوائل في تحديدهم له ] فهَي : " أيجازُ أللفظ , واصابة المعنى , وحسنُ ألتشبيه , وجودةُ ألكناية , فهو نهايةُ البَلاغة " . أن هذا التحديد يجعلُ " ألايجاز " , وما يحملُ في ثناياه من أبعاد بلاغية ومعنوية قدرة فنية يتمتع بها " ألمثلُ " في ألتعبير عن حادثة , أو تجربة , أو خبرة يُنتفعُ بها , ويُهتدى بنتائجها . وقد وَصف أبنُ عبد ربه " ألامثالَ " , قائلاً بأنها " وشيُ الكلام , وجوهرُ أللفظ , وحُلي المعاني تخيرتْها ألعربُ , وقدمَتْها ألعجمُ , ونُطق بها في كل زمان , وعلى كل لسان , فهي أبقى من ألشعر , وأشرفُ من الخطابة , لم يَسرْ شيء مسيرَها , ولا عمَ عُمومها , حتى قيلَ : " أسيْرُ من مَثَل ٍ " . وبذلكَ تكونُ الامثالُ ضَرْباً من الخطابة , لم يَسرْ شيء مسيرَها , ولا عمَ عُمومها , حتى قيلَ : " أسيْرُ من مَثَل ٍ " . وبذلكَ تكونُ الامثالُ ضَرْباً من ألعلم والمعرفة , لايقدر على ألتصرُف فيها ألا مَنْ أجتهدَ في طلبها حتى أحكمَها , وبالغَ في ألتماسها حتى أتقنَها " ..
ذا أستحقت ألامثال أن تُقرأ وتُستعادُ قصصُها في كشفها عن بعض ِ أسرار ألنفس الانسانية في خضم صراعها مع ظروف الحياة ومفارقاتها ألمتباينة ألكثيرة ، هي صور تعبيريَة مُكثَفة .. فيها خَيال ودُعابة , فيها أساطيرُ ورموز , فيها واقع وفكر , فيها حقيقة ومبالغة , فيها حس ، ووجدان , فيها آمال وطموح , وفيها حسرة ودموع . تلك هي صور حياتنا , كما نراها بأمثالنا العراقية , وألتي تؤلفُ في ذاتها , مصدراً مُهماً من مصادر دراسة تراثنا وأدبنا ألشعبي ألُمعاصر ِ , نظراً لما يتمتع به هذا الأدبُ من واقعية ٍ , وطبع ٍ نقي صاف بعيد عن ألزيف وأفتعال ِ التجربة ِ , يكشفُ عن خَلجات نفوسنا ويسبرُ أغوارَها ألنفسيَة ألعميقة .
وفي ألختام , أطلب من الاخت ألمشرفة ( ماريــــا ) , وهي ( صاحبة القرار أولاً وأخيراً) بنقل الموضوع الى قسمألامثال , وتثبيته لأهميته لرواد قسم الامثال الاعزاء( أن أمكن ذلك طبعاً ) , وبنهاية ألامر , فأن أصبتُ , فأرضيتُ ألقارىء ، فذلك حَسبْي , وأن أخطأتُ فلله ألعصْمَة ُ وحدهُ . ومنهُ ألتوفيق . عليه توكلتُ والَيْه أُنيبُ